عندما نسمع كلمة “تعافي”، أول ما يتبادر إلى الذهن هو الإقلاع عن المادة المخدرة أو السلوك المدمر.
لكن الحقيقة الأعمق هي أن التعافي لا يكتمل بدون شفاء القلب والعقل… وبدون أن تسامح نفسك أولًا.
الكثير من المتعافين يقفون عند مرحلة “أنا أقلعت”، لكن يبقى داخلهم ألم صامت: شعور بالندم، بالحزن، بالذنب، بالخيبة من أنفسهم.
في “ريلايف”، نعمل مع المتعافين على أن يتعلموا أن يسامحوا أنفسهم. ليس إنكارًا لما حدث… بل فهمًا عميقًا له، وقبولًا بأنهم بشر… يخطئون ويصيبون.
التسامح مع النفس لا يعني أن تبرر أفعالك، أو أن تنسى الألم الذي سببته للآخرين.
بل يعني أن تعترف بخطئك، ثم تحتضن نفسك بكل ألمها، وتقول لها:
“أنتِ تستحقين فرصة جديدة.”
التسامح مع النفس هو أن تنظر إلى ماضيك بعين الوعي، لا بعين القسوة. أن ترى الشخص الذي كنت عليه، وتقدّر كم عانيت، ثم تختار أن تسير نحو نسخة أفضل منك.
الكثير من المتعافين الذين ساعدناهم كانوا يعتقدون أن الشعور بالذنب عقاب ضروري كي لا ينسوا. ولكن مع الوقت تعلموا أن الشعور بالذنب إذا استمر، يتحول إلى قيد يكبلهم… بينما التسامح يحررهم كي ينطلقوا.
عندما تسامح نفسك، تستطيع أن تبتسم من قلبك، أن تحب بصدق، أن تخطط لمستقبلك بثقة.
تستطيع أن تقول:
“نعم، أنا تعثرت… لكنني قمت.”
وفي “ريلايف”، نذكرك دائمًا: أنت لست خطأك، ولست ماضيك.
أنت رحلتك كلها… بكل دروسها، وألمها، وأحلامها القادمة.