في بداية رحلة التعافي من الإدمان، يظهر شعور كاسح أحيانًا يكون أقوى من الألم الجسدي نفسه: الشعور بالذنب.
الذنب من أصعب المشاعر التي قد تواجه أي شخص كان يعاني من الإدمان… شعور بأنه خذل أسرته، خسر وقته، آذى نفسه، وفقد السيطرة.
كثير من الناس في بداية الطريق يقولون:
“أنا السبب في كل ما حدث. حتى لو تعافيت، هل أستحق فرصة ثانية حقًا؟”
وهنا يكمن التحدي الحقيقي… ليس فقط في مقاومة الإدمان، بل في مقاومة جلد الذات.
الحقيقة التي نحاول إيصالها في “ريلايف” هي أن الشعور بالذنب ليس دليلًا على الفشل… بل العكس، هو دليل على أن الشخص بدأ يستعيد إحساسه بنفسه، وبدأ يراجع أخطاءه. ولكن الأهم: أن نتوقف عند مرحلة المراجعة… دون الدخول في مرحلة جلد الذات.
الفرق كبير بين أن تعترف بخطئك، وأن تعيش حياتك كلها وكأنك “خطأ يمشي على الأرض”. وهذا ما نعمل عليه مع المتعافين: تحويل الذنب إلى طاقة للتغيير، لا عائقًا أمام التقدم.
كثير من الذين يبدأون معنا العلاج يحملون داخلهم ذنوب سنوات، وبعضهم يخاف حتى من الحديث عنها. ولكن عندما يجدون مساحة آمنة، يسمعون لأول مرة عبارة:
“أنت لست وحدك، وأنت لست أسوأ شيء فعلته في حياتك.”
هنا يبدأ التحول.
التحرر من الذنب لا يعني أن ننسى ما فات، بل يعني أن نفهمه… ونتعلم منه.
الشخص الذي يتحرر من ذنبه يستطيع أن يبني علاقة جديدة مع نفسه، يستطيع أن يقول:
“أنا أخطأت، وتعلمت، وسأبدأ من جديد.”
في “ريلايف”، نحن لا نساعد الناس فقط على الإقلاع، بل نساعدهم على التصالح مع أنفسهم. لأنه لا يوجد تعافٍ حقيقي بدون قبول. قبول الذات، بأخطائها وماضيها وضعفها، هو الخطوة الأولى لأي بناء حقيقي.
وفي النهاية… التعافي ليس معركة ضد الإدمان فقط، بل هو أيضًا معركة ضد الذنب الساكن داخلنا. وأقوى لحظة في الرحلة، هي اللحظة التي تنظر فيها إلى نفسك في المرآة وتقول: “لقد سامحت نفسي… وهذه ليست النهاية، بل بداية جديدة.”