كثير من الأشخاص الذين يدخلون في دائرة الإدمان يصفون شعورًا مشتركًا:
“أنا مش عارف أنا مين anymore”.
هذه الجملة البسيطة تختصر رحلة طويلة من الضياع الداخلي. فالإدمان مش مجرد تعاطي مادة، بل هو فقدان تدريجي للهوية، للقدرة على اتخاذ القرار، وحتى للإحساس بالذات. هنا تظهر أهمية علاج الإدمان كأداة لاستعادة ما سُرق على مر السنين.
العلاج مش بس إقلاع عن التعاطي، لكنه إعادة اكتشاف. في بيئة علاجية آمنة، يبدأ الشخص رحلة مواجهة ذاته. الجلسات النفسية تساعده يواجه أعمق مخاوفه، مش علشان يحكم على نفسه، لكن علشان يفهمها. وقتها بيبدأ يحس إن فيه دعم نفسي حقيقي بيقف جنبه، وبيشوف إن الحل مش في الهروب، لكن في المواجهة.
جزء مهم من هذه الرحلة هو إدراك إن الماضي مش نهاية القصة. مهما كانت سنين التعاطي طويلة، فيه دومًا مساحة لبداية جديدة. ودي مش جملة تحفيزية فارغة، لكنها واقع مثبت: مئات المتعافين اللي خرجوا من برامج العلاج قدروا يثبتوا إن استرجاع النفس ممكن.
العلاج كمان بيديك أدوات عملية: إزاي تتعامل مع القلق، إزاي تواجه التوتر من غير ما تلجأ لمخدر، إزاي تكتب خطة مستقبلية بخطوات صغيرة، لكن ثابتة. دي هي خطوات للتغيير اللي بتحول الحلم لحقيقة.
الهوية اللي ضاعت وسط دوامة الإدمان مش بتختفي للأبد. بالعكس، أحيانًا رحلة العلاج بتكشف جوانب أقوى وأوضح من نفسك. الإنسان اللي يخرج من تجربة التعافي بيكون قادر يقول لنفسه:
“أنا رجعت… بس المرة دي أقوى”.