الإدمان والعلاقات – كيف نُعيد ما تهدّم بعد أن دمره الإدمان؟

Addiction and Relationships How Do We Rebuild What Was Destroyed by Addiction

الإدمان والعلاقات – كيف نُعيد ما تهدّم بعد أن دمره الإدمان؟

الإدمان والعلاقات – كيف نُعيد ما تهدّم بعد أن دمره الإدمان؟ 2560 1707 ريلايف | إعادة حياة

من أصعب الأشياء التي يتركها الإدمان وراءه، ليس فقط التعب الجسدي أو النفسي… بل العلاقات التي انكسرت، والأشخاص الذين ابتعدوا، والثقة التي ضاعت. وهذا يجعل الكثير من المتعافين يتساءلون:

“هل يمكنني إصلاح ما بيني وبينهم؟ أم فات الأوان؟”

الحقيقة أن الإدمان لا يدمر العلاقات من الخارج فقط… بل يوجع من الداخل أيضًا. يفرق الشخص عن نفسه، يجعله يخفي، يبتعد، يكذب، ليس لأنه إنسان سيئ، بل لأنه ضائع ولا يعرف كيف يطلب المساعدة.
العزلة تبدأ خطوة بخطوة… أول كذبة، أول تهرب، أول وعد لم يُنفذ… ثم فجأة تجد نفسك وحيدًا. الأشخاص الذين كانوا بجانبك رحلوا… أو أنت الذي ابتعدت عنهم.
لكن التعافي الحقيقي لا يبدأ عندما تتوقف عن التعاطي… بل عندما تقرر أن تواجه. تواجه نفسك، وتواجه من حولك. عندما تبدأ بإعادة البناء من جديد… حتى لو كانت أول لبنة صعبة.
في “ريلايف”، رأينا علاقات منهارة تمامًا… آباء يغلقون الأبواب، أصدقاء يقطعون العلاقات، زوجات لا يطيقن حتى الحديث… ورأينا نفس هذه العلاقات تعود مرة أخرى، ليس كما كانت، بل أقوى. لأن ما يُصلح بالحب والجهد… يصبح أنضج.
البداية ليست سهلة… ستسمع كلمات مؤلمة:

“أنا لا أصدقك”، “هل تغيرت؟ كيف؟”، “ليست هذه أول مرة تعد”، وستسأل نفسك: “هل أتحمل؟”

والإجابة: نعم… إذا كانت نيتك صادقة، ومعك دعم حقيقي، تستطيع.
إصلاح العلاقات يحتاج إلى وقت… ويحتاج أيضًا إلى صدق. أن تعترف، أن تعتذر، وأن تثبت بأفعالك لا بأقوالك أنك تغيرت. وليس معنى أنهم لا يزالون غاضبين أنه لا يوجد أمل… لا، بل هم بحاجة لرؤية التغيير بأعينهم، لا سماعه بآذانهم.
الجميل في التعافي، أنه لا يُعيد علاقتك بالآخرين فقط… بل يُعيد علاقتك بنفسك. وأول ما تبدأ تحب نفسك وتسـامحها، ستستطيع أن تحب الآخرين بصدق، دون خوف أو كذب.
وفي “ريلايف”، نعمل مع الناس ليس فقط ليعودوا إلى حياتهم القديمة، بل ليبنوا حياة جديدة… بعلاقات صحية، مليئة بالوضوح، والأمان، والاحترام المتبادل.
لأن في النهاية… العلاقات التي تُبنى بعد الألم، تكون أصدق… ومن ينهض بعد السقوط، يعود واقفًا أقوى.