الإدمان ليس عيبًا فرديًا: كيف نحول الألم إلى فرصة للتغيير الجماعي؟

Addiction Is Not a Personal Flaw How to Turn Pain into an Opportunity for Collective Change

الإدمان ليس عيبًا فرديًا: كيف نحول الألم إلى فرصة للتغيير الجماعي؟

الإدمان ليس عيبًا فرديًا: كيف نحول الألم إلى فرصة للتغيير الجماعي؟ 2560 1707 ريلايف | إعادة حياة

حين نتحدث عن الإدمان، يظن الكثيرون أنه مشكلة تخص الفرد وحده، وأن اللوم يقع بالكامل على عاتقه. لكن الحقيقة أن الإدمان هو مرض معقد يتأثر بالبيئة، والمجتمع، والعلاقات، وظروف الحياة الصعبة. لذلك، فإن علاج إدمان الحشيش أو أي مادة أخرى، لا يقتصر على إخراج المادة من الجسد فقط، بل يتطلب معالجة أعمق تمتد إلى جذور الحياة اليومية.
المتعاطي لم يبدأ رحلته فجأة. غالبًا ما سبقتها ضغوط متراكمة: قلق لم يُفهم، فراغ داخلي لم يُملأ، أو شعور مستمر بعدم الانتماء. هذه المشاعر تتحول مع الوقت إلى دوافع تجعل الهروب بالمخدر أسهل من مواجهة الحقيقة. لذلك، العلاج الفعّال يتطلب أن يُنظر للشخص كإنسان يملك قصة، لا كرقم في ملف.
في برامج العلاج المتكاملة، يُقدَّم دعم نفسي شامل يساعد الشخص على مواجهة جروحه القديمة، وفهم ما دفعه إلى طريق الإدمان. هذا الدعم لا يقتصر على الجلسات الفردية، بل يمتد إلى مجموعات علاجية تُشعره أنه ليس وحده، وأن هناك آخرين يمرون بنفس المعركة.
جزء أساسي من الرحلة أيضًا هو التوازن النفسي. فالعلاج لا يقتصر على التوقف عن المخدر، بل يعلّم المريض كيف يدير يومه بطريقة صحية، كيف يتعامل مع الضغوط دون أن ينهار، وكيف يضع لنفسه روتينًا جديدًا قائمًا على حياة صحية ومتوازنة. هذه العادات اليومية الصغيرة هي التي تصنع الفارق الكبير على المدى البعيد.
ولأن الإدمان يمس العائلة والمجتمع أيضًا، فإن العلاج يفتح الباب أمام إعادة بناء العلاقات. كثير من المرضى يعترفون أن أصعب ما مروا به ليس فقط الألم الجسدي أو النفسي، بل الشعور بالذنب تجاه من يحبونهم. ومن هنا تأتي أهمية أن يتحول العلاج إلى مساحة للمصالحة: مصالحة مع النفس أولًا، ثم مع الآخرين.
في النهاية، الإدمان ليس عارًا يُخفى، بل جرس إنذار يقول: هناك جرح لم يُعالج بعد. والعلاج ليس نهاية القصة، بل بدايتها. بداية لرحلة أعمق نحو فهم الذات، وبناء مستقبل مختلف، واكتشاف القوة الحقيقية الكامنة داخل كل إنسان.