أكثر ما يُخيف في رحلة التعافي هو لحظة الانتكاسة. اللحظة اللي بيحس فيها الشخص إن كل اللي بناه اتكسر، وإنه رجع لنقطة الصفر، وإن كل مجهوداته ضاعت، أو في نظره ما كانش ليها قيمة من الأساس. لكن الحقيقة مختلفة تمامًا.
الانتكاسة مش نهاية الطريق… ومش دليل ضعف… ومش عيب. الانتكاسة في حقيقتها جزء أصيل من التعافي.
ليه؟ لأنك في كل مرة بترجع فيها لسلوك الإدمان، بتواجهك دوافع أعمق، مشاعر لم تُعالَج بعد، مواقف لم تُفهم بعد، ألم نفسي لسه محتاج صوت يسمعه… مش حد يحكم عليه.
في ريلايف، إحنا ما بنقيس التقدم بعدد الأيام “النظيفة”، ولا بنفتخر بالأرقام على الورق.
إحنا بنفتخر بالشجاعة اللي بتخلي حد يكمّل حتى بعد ما وقع. بنفتخر بالشخص اللي بيقف من تاني، وبيقول لنفسه:
“أنا هحاول… من جديد.”
الانتكاسة مش علامة فشل، بل فرصة لفهم أعمق. في اللحظة اللي بيحصل فيها التراجع، بيكون العقل محتاج يسأل:
إيه اللي كان ناقص في الدعم؟
إيه الموقف اللي ما عرفتوش أتعامل معاه؟
إيه الشعور اللي كتمته لحد ما خانقني؟
إيه اللي محتاج أتعلمه علشان المرة الجاية أواجهه بشكل مختلف؟
السقوط مش هو اللي يؤخر الشفاء… التوقف عن المحاولة هو اللي بيعمل كده. وحتى لو تكررت الانتكاسة، فده لا يقلل منك.
اللي بيميز الإنسان مش إنه معصوم… لكن إنه قادر يرجع كل مرة أقوى.
وإن كنت بتمرّ بانتكاسة دلوقتي، فاعرف: إنت مش وحدك.
إحنا شفنا ناس كتير في نفس مكانك، وخرجوا منه.
وده مش لأنهم أقوى منك… لكن لأنهم صدّقوا إن الانتكاسة مش عيب، بل درس.
في ريلايف، إحنا ما بنلغي لحظات السقوط، لكن بنحوّلها لمساحات للفهم… بنسمّيها نقاط بداية… مش نهايات.
التعافي مش خط مستقيم، لكنه طريق مليان منحنيات… ومع كل منعطف فيه، في فرصة لنمو جديد،لو لقيت اللي يسمعك بصدق… ويمشي معاك من غير أحكام.