ناس كتير لما تسمع كلمة “تعافي”، تفكر على طول في الإقلاع عن المخدرات، وفي فكرة إن الشخص يبطل. لكن الحقيقة أعمق من كده بكتير… لأن التعافي مش مجرد بُعد عن مادة، التعافي هو رحلة للرجوع لنفسك… رحلة تبدأ من جوه.
الشخص اللي بيقرر يتعافى مش بس بيحارب الإدمان، ده كمان بيواجه نفسه… ماضيه، جروحه، غلطاته، والسنين اللي فاتت. واللي ما حدش بيقوله بصراحة إن ده من أصعب التحديات. لأنك لأول مرة، بتبص جواك من غير ما تهرب… من غير ما تداري الوجع بأي حاجة.
في “ريلايف”، شفنا ده بعنينا… شفنا ناس بدأت الرحلة وهي مش مصدقة إنها تستاهل فرصة تانية. بس مع الوقت، ومع العلاج، ومع الكلام، والمواجهة، والدموع، بدأوا يكتشفوا حاجات جديدة عن نفسهم. وده كان المفتاح الحقيقي لبداية التعافي.
التعافي الحقيقي مش بس في الامتناع عن التعاطي، لكن في مواجهة الأسئلة اللي كانت دايمًا بتتخبى:
“أنا ليه لجأت للإدمان أصلاً؟”
“كنت بهرب من إيه؟”
“إيه اللي كان ناقصني ومكنتش لاقيه؟”
الإجابات مش سهلة، لكنها أول خطوة لفهم نفسك، ولمسامحتها، ناس كتير بتفتكر إن مجرد الإقلاع كفاية، لكن من غير شغل داخلي، ومن غير دعم نفسي، بيكون فيه دايمًا خطر الرجوع. لازم نشتغل على الشروخ القديمة، على فكرة القبول، على إعادة بناء الثقة بالنفس… لأن الشخص اللي ما بيحبش نفسه، هيفضل يدور على أي حاجة تهوّن عليه البُعد عنها.
وفي ريلايف، إحنا مش بس بندي علاج طبي، إحنا بنمشي مع كل شخص في رحلته… بنسمعه، بنحتويه، بنفهمه، وبنقف جنبه لحد ما هو نفسه يقدر يقف.
التعافي بيبدأ من الداخل لما الشخص يصدق إنه يستحق حياة تانية. ولما يبدأ يبني العلاقة مع نفسه من أول وجديد، لما يبدأ يختار لنفسه… مش يهرب منها، وبنقوله في كل جلسة:
“أنت مش ماضيك… أنت قدرتك على تصنع بكرة جديد”.
وإحنا هنا علشان نساعدك تبنيه، واحدة واحدة، من جوه… لبره.
