في طريق التعافي من الإدمان، يأتي وقت على كل شخص يكافح، يشعر فيه أنه قد تراجع خطوة إلى الوراء… هذه اللحظة تُسمى “الانتكاسة”. كثير من الناس يرونها نهاية ويحكمون على أنفسهم بالفشل، لكن الحقيقة أبعد ما تكون عن ذلك. الانتكاسة ليست فشلًا… الانتكاسة مجرد دعوة لإعادة التقييم، فرصة نفهم من خلالها أكثر لماذا سقطنا، وكيف يمكننا الوقوف على أقدامنا مرة أخرى.
يعتقد الناس أن التعافي رحلة مستقيمة، لكن ما لا يظهر للعيان هو عدد المرات التي يسقط فيها الشخص ويقوم. الانتكاسة تحدث لأسباب كثيرة: ضغط نفسي، مشكلة في العلاقات، أو حتى شعور مفاجئ بالوحدة. وليس العيب أن نسقط، بل العيب أن نستسلم للسقوط.
في “ريلايف”، رأينا العديد من النماذج لأشخاص سقطوا، ولكن في كل مرة كانوا يعودون أقوى. لماذا؟ لأن الفريق هنا يفهم أن الانتكاسة ليست نهاية الرحلة، بل علامة على أن هناك أمرًا يحتاج إلى مزيد من الاهتمام، أو دعم أكبر، أو فهم أعمق لأنفسنا.
الذي يجعل الشخص ينهض بعد الانتكاسة ليس القوة الجسدية، بل المرونة النفسية، والإرادة الحقيقية للتغيير.
السؤال المهم: كيف نتصرف عندما تحدث الانتكاسة؟
- أولًا: لا تخفِ ما حدث. شارك بما حدث مع الفريق العلاجي أو مع شخص موثوق.
- ثانيًا: لا تلُم نفسك. جلد الذات يغذي الإدمان، ولا يمنعه.
- ثالثًا: تعلم مما حدث. اسأل نفسك: ما الذي جعلني أضعف؟ وكيف أكون أكثر استعدادًا في المرة القادمة؟
إذا استطعنا أن نتعامل مع الانتكاسة كجزء طبيعي في رحلة التعافي، سنبدأ برؤيتها كفرصة للنمو، وليس كعلامة على الفشل.
التعافي لا يُقاس بعدد الأيام التي لم تنتكس فيها، بل بعدد المرات التي سقطت فيها وعدت وقفت مرة أخرى.
ومع كل سقوط، هناك فرصة لبداية جديدة… أقوى، أنضج، وأقرب إلى ذاتنا الحقيقية.